الخادم الروحي هو مغناطيس شديد الجاذبية:
كل من يدخل في مجاله، ينجذب إلى حياة الروح، وتكون له القدرة على جذب غيره أيضاً إلى نفس المجال الروحي.
إنه يجذب الناس إلى أبوة الله وأمومة الكنيسة، بكل ما تحمل من مشاعر الحنان والعطف وكل أساليب الرعاية والاهتمام.. وهكذا يلتصقون بالله المحب، ويرتوون بلبن التعليم من الكنيسة..
الخادم الروحي له كلمة الله الحية الفعالة (عب12:4)
هذه التي تترك تأثيرها في السامعين، ولا ترجع فارغة (أش11:55) إنه يشع على الآخرين نوراً. وكل من يختلط به يستنير، ويأخذ شيئاً إلهياً.. إنه بركة تتدفق على كل أحد، ليس في الكنيسة فقط، وإنما أيضاً في البيت ومكان العمل وفي الطريق. هو خادم أينما وُجد.. الخدمة عنده لا يحدها مكان ولا زمان (2تي 5:4) ولا رسميات إنما روح الخدمة عنده تجعله يخدم كل من يصادفه أو يختلط به.. ليس هدفه أن يكون مدرساً ناجحاً، فربما يكون هذا تركيزاً على الذات.
إنما كل إهتمامه هو خلاص أنفس مخدوميه:
إنه ينسى ذاته من فرط تفكيره فيهم. ويقول كما قال القديس بولس الرسول "كنت أود لو أكون أنا نفسي مرفوضاً من المسيح، من أجل أخوتي وأنسبائي حسب الجسد" (رو3:9).
الخادم الروحي يجاهد بإستمرار مع الله من أجل أولاده.
يسكب نفسه أمام الله في خدمته، لكي يقود الله الخدمة.. لكي يعطيه الرب الغذاء الروحي اللازم له ولمخدوميه، ويعطيهم القوة للسير في طريق الرب.. ويظل يبلل قدمي الله بدموعه، إلى أن ينال منه إستجابه صلواته لخير هؤلاء.
وفي كل ذلك هو إنسان فدائي، يفتدي غيره بنفسه وبراحته.
الخادم الروحي هو إنسان أمين، يتعب بكل جهده في الخدمة:
يضع أمامه باستمرار قول الكتاب "ملعون من يعمل عمل الرب برخاوة" (أر10:48).
فهو يتعب لكي يستحق أن يعمل الله معه. يتعب لكي ينظر الله إلى ذله وتعبه، فيعمل عنه العمل كله. وهكذا يستجيب الرب صلوات الآباء الكهنة، وهم يقولون له متضرعين "اشترك في العمل مع عبيدك.. "
الخادم الروحي لا يعمل بقدارته الخاصة، إنما بمواهب الروح القدس العامل فيه:
هو مجرد أداة يحركها الروح في خدمة الملكوت. إنه يعيش على الدوام في شركة الروح القدس. الروح القدس يعمل فيه، ويعمل به، ويعمل معه.
إنه إنسان إمتلاء بالروح. إن تكلّم لا يكون هو المتكلم، وإنما روح أبيه يتكلم فيه (مت20:10).. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). هكذا عمل تلاميذ المسيح كخدام للكلمة. فكانت لكلماتهم قوتها وثمارها..
الخادم الروحي ينمو باستمرار في محبة ربنا يسوع المسيح. وباستمرار يكون مستواه أعلى من تلاميذه بكثير. بل فيما هو ينمو في حياة الروح، ينمو تلاميذه معه في المعرفة وفي المحبة والارتباط بالله..
إنه ليس إنساناً يتدرب على حياة التوبة، بل هو يتدرب على حياة الكمال:
وكلما ينمو يزداد اتضاعاً، شاعراً أن الطريق طويل قدامه، أطول بكثير من قدرة خطواته. لذلك يشعر في كل حين باحتياجه المستمر إلى الله.
الخادم الروحي يهدف إلى روحانية أولاده:
ولذلك فدروسه دسمة وعملية وتقربهم إلى الله. وهم يثقون بكلامه، كأنه كلام الله. لأنهم يوقنون أنه يأخذ من الله ويعطيهم. بعكس الخدام الذي فقدوا روحياتهم، وأصبحت لهم مجرد صورة التقوى.. لا قوتها.
الخادم الروحي لا يترك أمور العالم تشغله عن روحياته:
وإذا استمر في التركيز على ما فيه خلاص نفسه، فقد ينتهي به الأمر إلى التفرغ الكامل لخدمة الرب، أعني حياة التكريس