وقف الفتى بجانب الطريق، وهو يحمل قفصًا كبيرًا امتلأ عن آخره بطيور من أشكال وألوان وأحجام متعددة. مَرَّ به رجل، استوقفه المنظر؛ كيف اجتمعت كل هذه الطيور المختلفة في قفص واحد؟ سأل الفتى: من أين أتيت بهذه الطيور؟
أجاب: من هنا وهناك؛ من كل مكان.
فعاد الرجل يسأله: وكيف جمعتهم؟
أجاب الفتى والخبث يشعّ من عينيه: كنت أغريهم ببعض فتات من الخبز أقدِّمه لهم لإطعامهم، متظاهرًا أني صديقهم، وعندما يقتربون في أمان، ألقي عليهم شبكتي ثم أضعهم في القفص.
- وماذا تنوي أن تفعل بهم؟
- سأنخسهم بعصا، وألقي بينهم بعض الفتات؛ لأجعلهم يتقاتلون فيما بينهم، فيقتل بعضهم البعض؟
- ثم ماذا؟
- الباقين أحياء سأقتلهم أنا. لن يفلت واحد.
وقف الرجل يتأمل قليلاً في القفص والطيور بائسة المصير، والتفت إلى نظرات الخبث والقسوة في عيني الفتى؛ ثم هتف به: بكم تبيعني هذه الطيور؟
استشعر الفتى الخبيث أن هذه فرصته ليغتنم مغنمًا، فقال: إن القفص كلّفني الكثير، كما أنني قضيت اليوم كله لأجمعهم؛ لذا فلا أستطيع أن أبيعهم بأقل من ثلاثمائة دولارًا.
كان هذا المبلغ هو كل ما في جيب الرجل، وإذا دفعه سيضطر أن يعود إلى بيته ماشيًا. لكنه بهدوء أخرج حافظته، ونَقَدَ الفتى المبلغ، وأخذ منه القفص.
عزيزي القارئ، هل خمَّنت ما فعل الرجل؟ نعم.. لقد فتح باب القفص وأطلق الطيور حرّة.
وهل أدركت المغزى؟
هل ما زلت تصدِّق أن الشيطان صديقك بما يعرضه عليك من ملذات ومتع زائفة زائلة؟
وهل بعد لا تدري المصير الذي يقودك إليه؟
لِمَ لا تستفق وتأتي إلى ذاك الذي، طوعًا واختيارًا، مات من أجلك، دافعًا فيك أغلى ثمن، ليمنحك الحرية والحياة، الحياة الأفضل؟
ألان كُن عاقلاً وتعال إليه الآن
هو( الرب يسوع) الذى اباد بالموت ذاك الذى له سلطان الموت اى ابليس . فها تمتعت بانقاذ الرب لك من ابليس